- تطوان : ربورطاج / حفيظ أبوسلامة
أنزلت حضرية و معها جمعية أعمالها الاجتماعية ، درجة حب الوطن و أحداثه التاريخية إلى مستوى خطير و جديد ، أول مشروع فني يسير بالقضية الوطنية ( الصحراء المغربية ) نحو مفهوم أكثر قتامة و بعدا عن المجتمع المدني و ساكنة المدينة . و الغريب أن يأتي هذا التوجه من إتجاه أريد له أن يكون أكثر حرصا على نشر ثقافة حب الوطن و مغربية الصحراء .
أول العمى جهل ، و لكم فإعلموا يا ... لا أنتم سدنة الوطن ، و لكم أن تعلموا أن ساكنة تطوان ليست بحاجة الى مشاريعكم الفنية التافهة التي أهدر فيها أكثر من 30 مليون سنتيم ، فحق عليا أنا اعتذر لك ياوطني ، و لكم ياساكنة تطوان .
تحترق المشاعر و يدمى القلب ، لكن حبي لوطني و لصحرائه و لملكه و لكل ساكنة تطوان أقوى ، البقاء للأقوى إذن ، و يلا شماتة الأعداء في صحراء المغرب ، الى هذا أوصلتمونا يا سدنة حضرية تطوان ، إهانة على اعتاب المقدسات ، أمام حلم يصاغ صباح مساء كل يوم بين شغاف القلب ، من اجل صحراء مغربية ، و صلت الرسالة .
أقل من 4 دقائق بـ 30 مليون سنتيم
قالت قصاصة نشرها الموقع الرسمي للجماعة الحضرية على شكل بلاغ تحت عنوان (المشروع الفني الوطني ) " بلادي بلاد الخير " ، لنفق بالتفاصيل و إن كانت مملة في بعض الأحيان ، و قد يقول كثيرون أنها لا تمت بصلة للواقع في شيئ ، نحترم هذا وذاك ، و علينا جميعا ان نتحمل المراهقة السياسية لرئيس حضرية تطوان و جمعيتها في الأعمال الإجتماعية أمام هذه اللعبة السخيفة ، و يجب ان لا نترك تطوان في مهب الريح ، حتى لا يحق لنا الإعتذار مرة أخرى .
حفل أمس الجمعة 10 يناير 2014 بمسرح إسبانيول ، كشف بما لايدع مجالا للشك في حب المغاربة و تعلقهم بصحرائهم و وطنهم و ملكهم . فالحضور المكثف و الغفير لساكنة تطوان لمتابعة و مشاهدة (المشروع الفني الوطني ) لا يمكن لساكنة المدينة التي أدى و يؤدي دافعوا الضرائب بها مبلغ 30 مليون سنتيم ثمنا لهذا المشروع الذي لا يتجاوز 4 دقائق ، الذي يؤكد مصادر من داخل الجماعة و الجمعية أن مساهمة الجماعة وصلت فيه 120 الف درهم ، بينما ساهمت تعاونية الحليب بتطوان (كولينور) بـ 60 الف درهم ، فيما منحت شركة ( أبرون ) مبلغ 20 الف درهم كدعم ، فيما تجهل باقي مصادر التمويل .
إدعمار ... إستهجان و صفير أو (ديكاج ) بلغة الشارع
موقعة مسرح إسبانيول ، حتما ستكون من أخر المسامير التي يدقها رئيس الجماعة الحضرية لتطوان (محمد إدعمار) في نعشه السياسي ، فأسلوب الإستهجان و الصفير الذي قوبل به إدعمار من طرف الجمهور التطواني الذي ملئ مقاعد و جنبات قاعة مسرح إسبانيول ، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن مصداقية و شعبية إدعمار دخلت الأن في عيون و قلوب الكثيرين دائرة التساؤل و الكراهية ، و إنتهت شرعيته في أعين من أطلقوا أساليب الإستهجان و الصفير في وجهه ، او (ديكاج) بلغة الشارع .
الرجل الذي حاز أصوات الألف من ساكنة المدينة ، وجد نفسه عاجز عن إلقاء كلمة أمام الحضور ، محول إياها لنائبه الأول بالمجلس ، ربما فهم إدعمار أنه تحول بكل بساطة في أعين الكثيرين ممن كانوا يدعمونه الى ديكتاتور . و لا يختلف في الرأي مع هؤلاء كثير من ساكنة تطوان .
هفوات بالجملة و أخطاء قاتلة
تقول دعوة حضور (المشروع الفني الوطني ) التي تحمل توقيع (إدعمار) أن هذا الأخير يدعو حامل بطاقة الحضور لمتابعة المشروع ، بمناسبة الذكرى 56 لتقديم وثيقة المطالبة بالإستقلال الموقعة عام 1944 ، مما يعني أن المغاربة يخلدون الذكرى 70 و ليس 56 كما تشير الى ذلك دعوة الحضور . كغيري ممن غصت بها مقاعد و جنابات مسرع إسبانيول كنت أمني نفسي بعرض شريط عن هذه الوثيقة السياسية التاريخية المتميزة، التي لها قيمة ومكانة خاصة في تاريخ الحركة الوطنية المغربية ، وتاريخ المغرب بصفة عامة. و هو مالم يحدث ، ليبقى الحفل و المشروع عبارة سهرة غنائية لا أقل و لا أكثر .
مما لا شك فيه أن منظموا الحفل كانوا منتشين بالحضور البارز و الهام لابنة تطوان ، الوزيرة المنتدبة الجديدة المكلفة بالماء ، المحسوبة على حزب التقدم و الاشتراكية ، و خلال كلمة لها بالمناسبة لم تنطق و لو بكلمة واحدة عن الصحراء المغربية موضوع الحفل و المشروع أيضا ، فقط تحدثت عن ماضيها بتطوان و إنتمائه لهذه المدينة .
من جهة أخرى أعتبر عناصر الأمن الخاص الذي أوكلته له مهمة التنظيم ، النقطة السوداء في تعامله مع المغاربة خلال مناسبة يفترض فيها إستحضار الروح الوطنية ، لكن تصرفات و ممارسات ( عمال بولعيش ) الذي صار أكثر قربا و إقترابا من دواليب حضرية تطوان ، حتمت على الكثيرين مغادرة القاعة .
صديقة غنام و مقاعد الصف الأول
حجز المنظمون مقاعد الصفوف الأولى لعلية القوم و حاشية إدعمار من مستشاريه و مقربيه و مقرب مقربيه ومقرب الساهرين على التنظيم بجمعية الأعمال الاجتماعية ، أمام مقاعد الصفوف الأولى المحجوزة ، في كواليس الحفل إمتنع الفنان الشاب فريد غنام عن الإلتحاق بخشبة المسرح ليشارك بقية الفنانين في أداء أغنية " بلادي بلاد الخير " التي لا يتجاوز وقته 4 دقائق و المقدمة بطريقة ( بلاي باك ) ، مالم يتم إيجاد مقعد لصديقته في الصف الأول .
هل تحكم يوم الفنانة الإسبانية ريميديوس كورطيس بلدية تطوان
أصبح إسم الفنانة الإسبانية ريميديوس كورطيس خلال السنتين الأخيرتين مرتبطا بشكل كبير و قوي بمختلف الأنشطة الفنية التي تدعو لها حضرية تطوان ، مما يطرح أكثر من علامة إستفهام ، عن سر هذا الحضور ، هل فعلا و حقا تدعم هذه الفنانة القضية الوطنية ، أم أن الدرهم المغربي أصبح ملاذا للخروج من الأزمة المالية التي تعصف باسبانيا ؟ .
مصدر مقرب جدا من دواليب تسيير و تدبير الشأن المحلي بحضرية تطوان يؤكد أن أحد أعضاء المجلس الجماعي لتطوان أصبح مثل الظل الذي يرافق الإسبانية ريميديوس كورطيس ، من جهة أخرى علم أن هذا المستشار و هو نائب لـرئيس الجماعة قدم طلبا لتعدد الزوجي لدى قضاء الأسرة بنفس المحكمة بتطوان إلا أن هذه الأخيرة رفضت طلبه . فهل يفكر المستشار في الارتباط بريميديوس كورطيس ، و بالتالي ستصبح هذه الأخيرة حاكمة لحضرية تطوان .
الى هنا تتوقف هذه اللعبة السخيفة ، لكنها حتما ستستمر واحدة بواحدة و حتى و إن كانت بغير الوثيرة نفسها و بالمستوى نفسه ، لتنتقل بنا من مرحلة الى المهانة الى مرحلة الكارثية .