التماس فتح تحقيق في الخروقات التي تهدد الملك الغابوي لغابات الجبل الكبير بطنجة .


سلام تام بوجود مولانا الإمام ، وبعد :
فيشرفنا أن نتوجه إليكم بهذا الملتمس من أجل إعادة النظر في المشروع الخاص بالمقبرة الحديثة المقرر إنجازه داخل غابة الرهراه على مساحة 20 هكتارا لما سيترتب عنه من أتلاف للمئات من الأشجار التي ستتضر بسبب عملية الحفر وإقامة المرافق الخاصة بالمقبرة ، وذلك بالرغم مما يتم الترويج له بأن الإنجاز لن يمس أشجار الغابة، كما أنه سيحترم الشروط البيئية، وهو أمر مستحيل بكل المقاييس ..
ومن أجل تفهم الانعكاسات الخطيرة لهذا المشروع على ما تبقى من المساحات الغابوية في غابة الرهراه ، والتي لاتتعدى مساحتها 250 هكتارا ، نستعرض مجموعة من التهديات التي تطال الملك الغابوي بهذه المنطقة خصوصا ، وبمنطقة الجبل عموما. فإضافة إلى عملية القطع الممنهج والمستمر للأشجار ، والإتلافات الناتجة عن الحرائق التي كان آخرها حريق18 يوليوز 2012.. الذي أتى على مساحة 8600 م/2 ، نجد تكون بعض الكنتونات وسط الغابة ، وحصول بعض أصحابها على رخص للبناء في المناطق المحرمة البناء حسب تصميم التهيئة ، ففي محيط منطقة لسطوح ومديونة تتواجد عدة محلات مستغلة في الأنشطة الفلاحية المؤثرة على الغطاء الغابوي (كتربية الدجاج الملوث) ، والذي تؤثر نفاياته على الفرشة المائية، كما أن مساحات وسط الغابة قد أصبحت مقسمة بين الخواص ومسيجة في انتظار الانقضاض عليها في منطقة أحمار ولمغاير ومديونة سواء داخل الملك الغابوي، أو وسط الأراضي الجموع المغطاة أيضا بالغابة الطبيعية ، حيث لم يتبق شبر من هذه الأراضي دون أن يتم احتلاله وتسييجه كملك خاص في انتظار ساعة الحسم التي تنتهي بالتحفيظ والبيع، والبناء ، والتفويت ...
نفس الأمر يجري على صعيد منطقة بوبانة في محيط ما يعرف بأرض السرفاتي سابقا، ققد ظهرت هناك كيانات للبناء تتم وسط الغابة بعد اجتثاث الأشجار وطمرها بالأتربة التي تستجلب من أماكن مختلفة بهدف أتلاف الغابة وتكوين مساحات للبناء في منطقة تعرف بعض المنحدرات .. ونفس الأمر يطرح على صعيد المنطقة المجاورة لمقهى البستان التي كانت مخصصة كتجزئة للفيلات، والتي تحولت بقدرة قادر إلى مباني شاهقة لم تبق أثرا للغابة وللغطاء النابتي، بل لم يعد هناك فاصل بين الملك الغابوي والأراضي المفتوحة للبناء، حيث ما فتئ البناء يتسع بالمنطقة بشكل غير واضح ، مما يهدد ما تبقى من أثر للغاية في هذا المحيط ..
كما ظهرت أطماع أخرى على صعيد غابة الرهراه في عهد الوالي السابق تصب في اتجاه تخصيص مساحة واسعة لإنشاء ملعب نادي الفروسية كبديل للنادي السابق الذي تقرر القضاء عليه إرضاء للخواطر وخدمة لأجندات خاصة ..
هذا وإننا نتوجه إليكم بهذا الملتمس المعزز بالصور من أجل فتح تحقيق في الموضوع ، والوقوف على تراخيص البناء الممنوحة ، والتجاوزات التي يتعرض لها الملك الغابوي بطنجة .
وفي إطار البحث عن البديل الخاص بالمقبرة المقرر إنشاؤها ، فإنه قد سبق تقديم مقترح إلى المجلس الجماعي بطنجة ، لنقل هذا المشروع إلى الأراضي المجاورة لمطار بوخالف والممتدة خلف هضبة الجبيلة، فهي من جهة تعد مرتقفا خاصا للمطار لا يسمح فيه بالبناء ، كما أنها تشكل منحدرا كبيرا وواسعا سيساهم لا محالة في الحفاظ على جمالية موقع هضبة الجبيلة وإنشاء منطقة مشجرة عازلة ..
كما نطالب من جاب آخر بوقف العمل بتصميم التهيئة الجزئي لمنطقة الجبل الذي تم إعداده سنة 2006 ، والذي تم رفضه من طرف السلطات المركزية بسبب عدم استيفاء الشروط القانونية، وفي المقابل نطالب باحترام المقتضيات القانونية لتصميم التهيئة الأخير الذي ينتهي به العمل في سنة 2013 . وذلك من أجل وضع حد للمشاريع المرخص لها على حساب المجال الغابوي في منطقة الجبل الكبير.
وفي انتظار تدخلكم، وإطلاع الرأي العام على نتائج البحث والتقصي وكذلك التدابير المتخذة في هذا الصدد ، تقبلوا فائق التقدير والاحترام .
المكتب المركزي لرابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين
ملاحظة : أرسلت نسخة إلى كل من السادة :
- والي جهة طنجة تطوان .